صعوبات التعلم (Learning Difficulties)
الكاتب: دكتور جهاد عليان
يعتبر مفهوم صعوبات التعلم من المفاهيم الحديثة المستخدمة في مجال التربية وعلم النفس ، والتي شاع استخدامها بعد عام (1963) بفضل جهود العديد من علماء التربية الخاصة وعلم النفس ، وعلماء الاعصاب، والطب ، والطفولة ..الخ ، أمثال كيرك ، وجالجر ، وكليمنت، ومارتن ، ومكارثي وغيرهم . حيث وجد هؤلاء حالات من التلاميذ عاديين في جميع مظاهمرهم الجسمية ، والحسية ، والعقلية ، والنفسية ، والبيئية ، والثقافية ، والاقتصادية ...الخ الا انهم يعانون من ضعف في مستوى تحصيلهم الدراسي في بعض المواد الدراسية او بعض الموضوعات الاكاديمية .
ان صعوبات التعلم عبارة عن مصطلح يشير الى تلاميذ يعانون من قصر في واحدة أو اكثر من العمليات العقلية (الوظائف العقلية) التي تدخل في فهم اللغة المنطوقة أوالمكتوبة ، ويظهر هذا القصور في نقص قدرة التلميذ على الاستماع ، او الكلام او القراءة او الكتابة او التهجئة او اداء العمليات الحسابية ، وقد يرجع هذا القصور الى وجود اعاقة في عملية الادراك بسبب اصابة غير واضحة في الدماغ ، وقد ينتج عن ذلك عسر في القراءة ، او حبسة في الكلام (أفازيا) ، او غير ذلك .
السبب وراء صعوبات التعلم هو : وجود اضطراب نمائي (kirk, chdfont , 1984, P14) (خلال مراحل نمو الطفل) ، وظيفي ( أي اضطراب في الوظيفة) يؤثر على وظائف الجهاز العصبي المركزي (الدماغ) ، وهذه الوظائف العصبية تؤثر على عمليات التعلم والاكتساب والادراك ، والاستيعاب ، والانتباه ..وكل ما تتطلبه عملية التعلم من وظائف عقلية لذلك يسمي البعض صعوبات التعلم بالتلف المخي الوظيفي البسيط (Minimal Brain Dysfunction).
وقد أضاف بعض الباحثين في مجال صعوبات التعلم دور العوامل الوراثية والعوامل الكيميائية الحيوية مثل تأثير الأدوية والعقاقير والفيتامينات والاحماض الامينية وسوء التغذية واضطرابات الايض والحرمان البيئي الحسي المبكر للطفل .
أترك تعليقك