صعوبات التعلم والتأخر الدراسي

الكاتب: دكتور جهاد عليان

(التأخر الدراسي) أو كما يطلق عليه ايضا (التخلف الدراسي) هو مجال يشير الى أولئك التلامذة الذين يظهرون تأخرا ملحوظا في تحصيلهم الدراسي في مادة أو اكثر من المواد الأكاديمية ، وهم الذين يظهر تأخرهم بمعدل اكثر من سنة دراسية مقارنة مع زملائهم ، ولهم من الخصائص ما يميزهم عن أقرانهم العاديين ، فهم من الناحية العقلية أقل ذكاء فيتراوح ذكاؤهم ما بين 70- 90 وهي الدرجة الحدية او الفئة التي يقع فيها الأغبياء ، ويعانون من قصور في الادراك السمعي والبصري ، كما يعانون من قصور في التفكير الاستنتاجي وضعف في القدرة على حل المشكلات ، وقصور في الذاكرة (الفقي ، 1974) كما أن لهم من الخصائص الانفعالية ما يميزهم مثل : عدم الثقة بالنفس ، والاعتماد على الغير ، ويتميزون بالاحباط نتيجة لخبرات الفشل ، مما يؤدي بهم الى العدوانية أو الانطوائية . كذلك فان العوامل المؤدية الى تخلفهم الدراسي متعددة فهي كما يقسمها (كيرك وكالفانت ، 1988 ، ص17) الى عوامل خارجية وعوامل داخلية ، العوامل الخارجية مثل الحرمان الثقافي أي نقص المثيرات الثقافية المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية ، ونقص فرص التعليم بسبب التغيب الطويل عن المدرسة لاسباب مختلفة اسرية أو شخصية ، وضعف المعلم ، وعدم وجود وسائل تعليمية مناسبة ، او اكتظاظ الطلبة في الفصول الدراسية ، اضافة الى العوامل الداخلية مثل القدرات العقلية المنخفضة ، عدم وجود الدافعية ، اعتلال الصحة والأمراض المزمنة ، والاعاقات المختلفة ومن ضمنها صعوبات التعلم ، ولهذا فلا وجود لصعوبات التعلم دون التخلف الدراسي أو المشاكل الدراسية عند الأطفال ذوي صعوبات التعلم (السرطاوي ، وسيسالم ، 1992 ، ص 38) . واذا سعينا وراء ما يميز التخلف الدراسي عن صعوبات التعلم نجد امامنا مجموعة من النقاط أهمها :

  1. العوامل المؤدية الى التخلف الدراسي كثيرة خارجية وداخلية ، بينما العوامل المؤدية الى صعوبات التعلم داخلية المنشأ وترجع الى خلل في الجهاز العصبي المركزي .
  2. المظاهر العقلية عند ذوي صعوبات التعلم هي في حدود المتوسط أو أعلى ، في حين تكون لدى المتخلفين دراسيا في حدود الوسط أو أدنى من ذلك .

أما المظاهر الانفاعلية الاجتماعية فهي نسبية فقد تتشابه بين الفئتين ، وقد تتباين .

والمظاهر الجسمية الحركية تكون غالبا لدى المتخلفين دراسيا دون الوسط فهم أقل طولا وأقل وزنا وتنتشر بينهم مظاهر ضعف السمع أوالبصر ، والعيوب الكلامية... كما انهم اقل نشاطا وحيوية من العاديين (المرجع السابق ، ص 28).

قد يترافق مع التخلف الدراسي ضعف في السمع أو انخفاض في القدرات العقلية ، او حرمان بيئي اجتماعي او ضعف في البصر وتكون هذه اسبابا للتخلف الدراسي ، بينما قد تترافق هذه مع صعوبات التعلم ، ولكنها ليست سببا لها في أي حال .

أما اوجه التشابه بين المجالين هو أن كلا من المتخلف دراسيا ، والذي يعاني من صعوبة التعلم يكون تحصيله الاكاديمي أدنى مما هو متوقع ويعاني من تدن وصعوبة فيه .





أترك تعليقك