استراتيجيات وقواعد في تدريب صعوبات التعلم

الكاتب: دكتور جهاد عليان

دور المنزل في  تنمية مهارات التركيز والانتباه  

تتباين مستويات التركيز لدى الأطفال تبايناً شديداً عند دخولهم المدرسة. فالأطفال الذين أتيت لهم فرصة مبكرة لاكتساب هذه المهارات في دار الحضانة، أو في محيط المنزل، سوف تكون لهم ميزة طبيعية في ذلك. وبإمكان الآباء إكمال دور المدرسة في بناء مهارات التركيز والانتباه بطرق شتى. فإن بمقدورنا أن نحدد الأسلوب المفضل لدى أطفالنا للتعلم. وعلى الرغم من أن الكثير من الأطفال ينتمون إلى الأسلوب الحركي، لأنهم في حركة دائمة، فإننا نستطيع أن نلاحظ إذا ما كانوا يستمتعون بشكل خاص بالمحفزات البصرية أو بالاستماع للموسيقى والتسجيلات. ويمكننا في هذا الإطار أن نوفر لأطفالنا أنشطة تتطلب التركيز حتى يتم إنجازها – مثل: أحجيات الصور المقطوعة، أو الألعاب التي تحتاج لبناء مثل المكعبات. فيمكننا أن نجلس بجوارهم ونحثهم على بدء أنشطتهم ومواصلتها والانتهاء منها. وعندما يركزون في شيء ويرفضون تحويل انتباههم عنه، يمكننا الثناء عليهم لحسن انتباههم وقدرتهم على التركيز. أما عندما يرغبون في ترك شيء قبل الانتهاء منه تماماً، فبمقدورنا أن نحثهم على الاستمرار لمزيد من الوقت والانتهاء منه. وقد يفيد أيضاً في هذا الإطار أن نقوم بنشاطين في آن واحد، كأن تقوم أنت بقراءة قصة، بينما يقوم الطفل بالإنصات إليك ورسم صورة، حيث يساعده ذلك على التركيز على مهمتين في الوقت ذاته.

إن قراءة القصص، وممارسة الألعاب، والتفاعل مع أطفالك، كل ذلك من شأنه أن ينمي لديهم مهارات الانتباه والتركيز. وإذا كان طفلك يستطيع الجلوس على الأرض واللعب بلعبة، أو رواية قصة، أو تخيل مشاهد خيالية بينما يدور العالم من حوله، فإن ذلك يعد مؤشراً على قدرته على اعتراض جميع مشتتات الانتباه والتركيز على ما يفعله. ولكن الأطفال كثيري الحركة قد لا يرغبون في القيام بذلك، ويفضلون البقاء في حركة دائمة! فحاول في هذه الحالة أن تجرب بعض الأنشطة مثل: الرقص، والطهي، والانضمام لنوادي السباحة، ورياضيات الدفاع عن النفس، والألعاب البهلوانية، وكرة القدم، فجميعها أنشطة تتطلب التركيز وتعلم القيام بالأعمال الروتينية المنظمة (أي التي لها بداية، ووسط ونهاية) والتحلي بالنشاط والحيوية في نفس الوقت.





أترك تعليقك