استراتيجيات وقواعد في تدريب صعوبات التعلم

الكاتب: دكتور جهاد عليان

 استراتيجية تنمية مهارات التركيز والانتباه   (الجزء الاول)

تعد القدرة على التركيز والانتباه أمرا حيويا للمساعدة على استمرار عملية التعليم. والعديد من الأطفال الذين يعانون في المدرسة، إنما يعانون بسبب افتقارهم إلى مهارات التركيز والانتباه. فإنهم غير قادرين على التركيز على المهمة التي بين أيديهم دون أن يتعرضوا للتشتيت بسهولة بما يدور حولهم، وهذا لأنهم يهتمون بما يفعله الآخرون بشكل بالغ، أو يهدرون وقتهم في الحركة بتململ أو قلق. وفضلا عن تأثير ذلك على قدرتهم على استيعاب المعلومات وإنجاز المهام، فإن هذا الافتقار إلى التركيز والانتباه من المحتمل أن يتسبب في أن يصدر عنهم سلوك غير مقبول في حجرة الدراسة، مما قد يضع الطفل في مشكلة مع المعلم. وقد يؤدي ذلك بالأطفال إلى الانحدار نحو فقدان تقديرهم لذاتهم وحماسهم، مما يؤدي إلى مزيد من التدهور لمهارات الانتباه والتركيز.

 انماط التعلم الناجحة للطلاب                            

المتعلم السمعي – 30 % من السكان

يجد الشخص الذي يتعلم عن طريق السمع راحته في استيعاب المعلومات من خلال الاستماع إلى الكلمة المنطوقة. وهذا النوع من المتعلمين يشعر بألفة شديدة في حجرة الدراسة، حيث تعتمد نسبة كبيرة من نتائجهم على القدرة على الاستماع والانصات.

المتعلم البصري – 30 % من السكان

يجد الشخص الذي يتعلم عن طريق البصر راحته في عرض المعلومات بشكل مرئي من خلال الرسوم البيانية والأشكال وأفلام الفيديو والصور التوضيحية. فتلك هي الوسائل التي يلاحظها المتعلم البصري أكثر من المعلومات السمعية المصاحبة لها.

المتعلم الحركي – 40 % من السكان

إن الشخص الذي يتعلم عن طريق الإحساس الحركي ( أو الحركة ) هو متعلم عملي متفاعل وهذا النوع من الأشخاص يتعلم بشكل أفضل من خلال الأنشطة العملية بواسطة الأدوات أو التفاعل مع الآخرين في أنشطة التمثيل أو الحركة. والأطفال الذين ينتمون إلى هذه الفئة من المتعلمين يعانون أقصى معاناة في المحيط المدرسي. فالجلوس في هدوء والإنصات والتركيز بالشكل المتوقع في حجرة الدراسة يعد معاناة بالنسبة لهم. فالطفل الذي يتعلم عن طريق الحركة يفضل أن يبني ويشيد، أو يبتكر وينتج، أو يصنف الأشياء. ومثل هؤلاء الأطفال يبذلون أفضل ما لديهم في الأنشطة العملية، حيث يكرسون لها كل مهارات الانتباه والتركيز التي لديهم، وتتوافر لهم فيها أفضل فرص التعلم.

وتوفر البيئة المدرسية الجيدة الفرص لإتاحة الطرق الثلاث للتعلم، وتحرص على وجود الكثير من المحفزات المرئية في حجرة الدراسة، بجانب مهام عملية تفاعلية ليقوم الأطفال بأدائها. غير أنه لا يزال هناك جزء كبير من المنهج الموحد يعتمد على توصيل المعلومات عن طريق السمع، حيث يقضي المعلمون جزءا كبيرا من الساعات المخصصة لتعليم القراءة والكتابة وإجراء العمليات الحسابية مع الأطفال، وهم يتوقعون منهم الجلوس في هدوء وانتباه – والإنصات إلى المعلم وهو يلقي عليهم بالمعلومات ويطرح الأسئلة. ويعد هذا فائدة طبيعية تمنح للطفل الذي يتعلم عن طريق السمع. أما بالنسبة للأطفال الذين يتعلمون عن طريق الوسائل البصرية، وهؤلاء الذين يتعلمون بالإحساس الحركي على وجه الخصوص، فإنهم بحاجة لاكتساب مهارات الانتباه والتركيز التي لا يملكونها بشكل طبيعي. ومن الممكن أن يتم اكتساب هذه المهارات داخل المدرسة والمنزل على حد سواء.






أترك تعليقك